ما حكم إستعمال الحيلة لأخذ الحق الذى لا يتوصل إليه إلا بذلك فقد قمت بفتح مطعم بإسم شخص آخر لأنه لا يمكننى كطالب فتحه بإسمى على أن أعطيه 10 إلى 15 % من الأرباح لمجرد أن المطعم تم تسجيله رسمياً بإسمه.
ثم جاء ليجلس فى المطعم بحجة أنه يريد المساعدة والإشراف ولم يطلب مالا أو راتباً على ذلك وأخذ كل زمام الأمور فى المطعم ثم قال إن الأرباح بسيطة، فطلبت منه إبقاءها فى المطعم ولم آخذها، وبعد فترة قال لى إنه يأخذ راتباً من الأرباح فلم أعترض على ذلك، ثم إتفقنا على أن يأخذ نصف الأرباح على أن يستلم كل شئون المطعم وأعطيته وقتها التفويض الكامل لإدارة المطعم، وإستمر الأمر لمدة عام وشهرين تقريباً، ولم آخذ شيئاً من الأرباح حتى الآن منذ إفتتاح المطعم، وأخيراً قال لى هذا الشريك إنه ليس هناك أى أرباح ولا ينوى أن يعطينى شيئاً من المال؟
= أجاب الدكتور عيد محمد يوسف أمين لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، قائلا: إن ما قام به صاحب المطعم من كتابة المطعم بإسمه حرام شرعا يعاقب عليه أمام الله، ويجب عليه أن يرد الحق إلى أصحابه، حتى ينقذ نفسه من النار، قال عليه السلام: «إنكم تختصمون إليَّ ولعل أحدكم ألحن بحجته من الآخر فمن قضيت له من حق أخيه بشئ فإنما قضيت له بقطعة من النار» فإذا لم يرد الآخذ حق من أخذ منه المال فعلى صاحب المال أن يسلك إحدى الطرق الآتية:
=أولا: أن يرفع أمره إلى القضاء إذا كان معه شهود أو مستندات، تثبت حقه، لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59].
=ثانيا: أن يعقد جلسة صلح لهذا الرجل، يكون فيها العدول والمصلحون الذين يخوفون أكل الحق بالله، لعله يرجع، لقوله تعالى: {إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم} [الحجرات: 10].
=ثالثا: أن يفوض أمره إلى الله، وينتقل إلى طائفة المظلومين، ويأخذ حقه يوم القيامة، قال تعالي: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [ابراهيم:42].
=رابعا: إذا عجز عما تقدم ولجأ إلى الحيلة فلابد وأن تكون الحيلة مشروعة لا محرمة لأن الغاية فى الإسلام لا تبرر الوسيلة، فلا بد وأن تكون الوسيلة شريفة كما أن الغاية شريفة، فلا يلجأ إلى السرقة أو الإعتداء أو الغصب، بل يلجأ إلى حيلة مثلا يجلس مع الرجل ويستدرجه حتى يكتب له عقدا بإدارة المحل، أو يكتب له سندا يضمن له حقه، أو يوكله فى شراء شئ فيأخذ ثمنه ويستوفى منه حقه، ويعلمه بذلك، وإياه أن يتحول إلى سارق أو غاصب أو قاتل، لقول الله تعالي: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء:29].
¤ ما فوائد الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم؟
من فوائد الصلاة والسلام على النبى صلى الله عليه وسلم، أنها سبب لصلاة الله تعالى وصلاة ملائكته على المصلي، أما صلاة الله تعالى على المصلى على النبى صلى الله عليه وسلم فقد مضت فى أحاديث كثيرة ويكفى ما رواه مسلم فى صحيحه من قول النبى صلى الله عليه وسلم: «من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا».
وأما صلاة الملائكة على المصلى على النبى صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما صلى على أحد إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلى علي»، وصلاة الملائكة هى الدعاء، كما ورد فى صحيح البخارى أن الملائكة تدعو للذى يجلس فى المسجد ينتظر الصلاة -اللهم اغفر له اللهم ارحمه- ويؤخذ من هذه الفائدة العظيمة أن اللبيب هو الذى يكثر من الصلاة والسلام على النبى صلى الله عليه وسلم حتى يحظى بدعاء الملائكة له لأن دعاء الملائكة مستجاب.
الكاتب: كمال حسنى.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.